إرهاب النظام وصراخ الشعب
إرهاب النظام وصراخ الشعب
من ذلك العصر الذهبى تغمرنى مشاعر النبل والنضال, الصدق والنقاء, وتدوى فى سماء النفس وتتلألأ, صيحة العقاد الصلب تحت قبة البرلمان المصرى, مشيرا إلى العرش أنذاك(إن الأمة على استعداد لأن تسحق أعلى رأس فى البلاد يخون الدستور ولا يصونه)لكن العصر النبيل مالبث أن غاب وراء السحب , ولاحت تناقضات العصر الرجولى وعصرنا المخنث !! إذ لا عقاد يعقد العزم ويصيح ولا برلمان حر يملك أن يطيح , تلك الصيحة المدوية والشاهدة بأن مصر حرة لم ولن تكبل بقوانين إستثنائية تسحق روح الشعب وتشل إرادته فى أن يكون حرا تؤلمنى بشدة فى قلب المشهد المصرى الراهن ,إزاء نظام بغى وتجبر,يقبع خلف ستار الديمقراطية وهو ألد أعداء الحرية,وقد شرع فى سن قانون الإرهاب الجديد,فأخشى ما أخشاه أن تخرج مصر من التاريخ وبلا رجعة,فى حال تمرير ذلك القانون الدامى,فمن واقع التاريخ لم تشهد مصر حوادث تعد إرهابا بإستثناء أحداث يناير وماصاحبها من حوادث ولم تكن إرهابا, وعصر مبارك ذاته لم يشهد حوادث مباشرة وضخمة , وأحداث دهب والشرم ,تمت بأيد صهيونية ,حيث يرتعون وقتما يشاؤون,دون سيطرة أمنية بموجب إتفاقية مشبوهة!, والنظام يعلم ذلك!! ,فلم انتفض إذن النظام وزبانيته وبدعوى سلامة وأمن المجتمع وما حققه من تنمية!, لسن قانون مشبوه يضرب فى الصميم حرية وأمن شعب لم يضبط قط بواقعة تحدى النظم وبطول التاريخ المصرى ,وما مغزى ومعنى طرق إعلان وتمرير القانون وقد حملت النية فى بث الرعب فى نفوس الجماهير , وهو الإرهاب المعنوى ذاته , وهو ما لا يجوز البتة من رجال قانون , ولو فى حظيرة النظام,فضلا عما تكشف فى ثنايا النصوص من ملامح شيخوخة نظام يتكىء بعكاز قانون العقوبات ويبحث عن أنياب بمكر الدكرورى وشهاب!, فيما يؤكد أساطين القانون المصرى, أن قانون العقوبات متخم بمواد كفيلة بردع جيوش الإرهاب العالمى,ولسنا فى حالة تستوجب المزيد,سيما ورجال الشرطة فى مصر يعملون بعيدا عن القانون وضوابطه ,وفى حل من مبادىء حقوق الإنسان,ولا يوجد رقيب محايد يحد من تجاوزاتهم المنشورة يوميا فى الصحف,فما الهدف إذن من قانون جديد يجرم كل شيىء حتى الكلام !!, فقد يفسر بنصوص الدكرورى وصياغة شهاب تحريضا على الإرهاب, وهنا يجدر القول يشرفنا أن نكون (بمنطق الدكرورى وشهاب)إرهابيين مع سبق الإصرار والترصد ,فلا نخشى على أنفسنا قدر ما نخشى على بلادنا من نظام لا يعمل لمصلحة الشعب,وأيضا يبرز السؤال الحر,كيف يمارس كل صاحب رأى معارض حقه الدستورى ؟وهو أقوى من أى قانون ويجب أية لوائح,تعد فى مطبخ النظام,ويلح السؤال المر,هل مناهضة توريث الحكم فى مصر تعد إرهابا؟فمن المتوقع مقاومة شعبية عارمة لكل وسيلة تؤدى لنتيجة مفادها أن جمال مبارك فوق عرش لمصر !!!, وفى تقديرى هنا الحاجة لقانون يردع أحرار الشعب , بتهم تعطيل مؤسسات الدولة وتهديد أمن وسلامة المجتمع , لتأمين ملك مصر المزيف,ومن عجائب الأمور لن يكون فى مقدور رجل شرطة شريف أن يرفع يده عن أبيه ولا أقول بني وطنه,لأنه سيحاكم بنفس المواد وهى تعطيل القانون عن التصدى لأعداء الدولة !, ولا عزاء للشعب المنكوب,جدير بالذكر موقف النيابة العامة لما يربطها بالشعب من رباط مقدس ,فمن واقع نصوص قانون الإرهاب الجديد,تصبح جهة إدانة على طول الخط,فلم يترك لهم لا الدكرورى ولا شهاب أية ضمانات تمكنهم كجهة إختصاص من مراقبة الأداء الشرطى , بإصدار إذن المراقبة والضبط والتفتيش,فضلا عن الإعتقال الفورى دون أسباب ,ولمدد غير محددة,وهو مايقطع أى نوع من أنواع الصلة ونهائيا بين الشعب ورجالات النيابة العامة,فلن يكون فى مقدور مصرى واحد أن يحمل درجة قبول أو احترام لهم ,وأدعوهم لتقديم الإستقالة والإنضمام للشعب فى جهاده ضد سلطة غاشمة ,لاتحمل بصمة الشعب فيما تفعله إزاؤه وبإسمه,وفى لقطة سريعة لمجلس النظام المسمى زورا مجلس الشعب,حيال تمرير ذلك القانون الدامى,سيدور النقاش ويحتدم حول كيفية حماية الناس من جمل مطاطة وردت فى سياق القانون,وبالإختصاص سيتولى سرور بك غلق باب النقاش بكلمة يكرهها كل مصرى,موافقون,وفى دوائر الحكم ,ستنتفض ذيول وأبواق النظام لترقب ردة الفعل عبر الفضائيات والصحف ومواقع الانترنت,حرصا منهم على تهدأة أعصاب الناس , حتى يمر القانون بهدوء ودون فضائح,ذلك بالتوازى مع فرض وثيقة البث الفضائى العربى التى فبركها أنس الفقى,وقد تضمنت جمل مطاطة غير محددة وقابلة لأى تفسير يخدم من فبركها , لغرض فى نفسه كالسلم العام وخشية تكديره,وحرمة النظام ورموزه,والتصدى للعنة النظم (مواقع ومدونات الانترنت) بإحكام الحجب والمحاكمة لحماية النظم من فرسان الشبكة العنكبوتية المتغلغلة فى شرايين الشعوب,ودورهم الرائد فى حشد الجماهير بشعارات لا يستطيعها سواهم(لا للتوريث على سبيل المثال)ويجدر القول يستطيع الفقى تكميم أفواه البث الفضائى كما الأرضى ,لكن لن يستطيع قمع وهج الحلم الأسطورى الثورى فى نفوس فرسان العرب,ولن يستطيع حجب كل المواقع إلا فى حال الإستغناء عن الشبكة كلية ,سيما وفرسان العرب لا يردعهم ولا يرهبهم أقصى ما تستطيعه النظم,وهو الإعتقال ذاته,وبلغة اللدع الإليكترونى(أيها الفقى أنت من الآن على خوازيق الكيبورد,فلا تصرخ بالميثاق,فلن يجدى معنا)جدير بالرصد أيضا موقف المعارضة المصريةوهنا تحتشد الكلمات ويحتدم القول لأننا أمام من يملكون حجة الخلاص,وأستميحهم عذرا أن أعرض عليهم ما أظنه ,حقيقة المشهد المصرى الراهن ,مدعما بأقوال من فم الشعب , ولا يخالجنى شك فى بسالتهم وشجاعتهم وقدرتهم أيضا على احتمال مايلى
السادة رؤساء أحزاب المعارضة ,الأخوة أمراء الإخوان,أقطاب حركات التغيير فى مصر,لم يقبل كثيرون إختلافكم وانشقاقكم فى اللحظات الحرجة ومن تحت مظلة واحدة لا تهدف لغير الصالح العام,لم يكن موفقا توجيه الخطاب السياسي للنظام مع علمكم بعدم قدرة النظام على التغيير والإصلاح, لأسباب لا تخفى على أحد,لا يجوز البتة إتصال فرق منكم برموز النظام بدعوى الحوار وبإسم الشعب سيما ولا علم للشعب بما يدور من خلف ظهره , كثيرون لا يغفرون العبث بعقولهم والثرثرة عبر الشاشات , السادة أقطاب النضال,أصارحكم القول,أنتم فى واد والشعب فى وادآخر,وقد حان وقت النهضة ,فى عالم تجاوز الرهبة ,ولا يعرف غير الأقوياء ,ولن يعود للوراء,فأخشى ما أخشاه , أن يسدل الستار وأنتم نائمون ..واهمون..نريد عمل جاد ,يدفع الناس عن موضع الثبات,فينتفى الحياد,ويحاصر الفساد والإفساد,فى دولة الإستبداد,كما فى إسلام أباد,ونعلم أن الشعب المصرى مختلف عن الباكستانى الثورى,بعدما تم سحقه بوسائل عدة,بدءا بقوانين إستثنائية,مرورا بأكاذيب مفضوحة,وليس أخرا غول الفقر وغلاء المعيشة,لكن الشعب المصر يستصرخكم ويلوذ بكم ,لينهي معاناته وعذاباته , جراء نظام بغى وتجبر,فهل أنتم مستعدون,فلم تعد مصر قادرة على مد حبال التكتيك والمراوغة ,وقد تدلت ملتوية العنق تلفظ أنفاسها الأخيرة,ولم يعد فى مقدور جيل ثان شب فى دولة الظلم والطغيان..الذل والحرمان.. مع القسوة فى تقرير مصيره أن يعيش للأبد مقهورا , بقوانين إستثنائية تشل قدرته ورغبته فى أن يكون حرا.. أيها السادة لا نريد منكم سوى القيام بواجبكم , طالما تتحدثون بإسم الشعب,ولا أقل من مواجهة موحدة ومفتوحة , بقيادتكم ضد النظام,حتى ينتصر الشعب وتعود حقوقه المسلوبة,وإن كانت مصر قد فقدت العقاد الصلب,فلا يخالجنى أدنى شك , أن فى مصر ألف عقاد يعقدون العزم ويصيحون,إن الأمة على استعداد لأن تسحق أعلى رأس فى البلاد , يخون الدستور ولا يصونه,ويجيش الجيوش , ليورث الحكم ,رغم أنف العباد,ولا تخالجنى ذرة شك فى أن مصر أعظم وأقوى من أن تخرج من التاريخ , جراء نظام قبيح ,آن له أن يرحل ,لتنهض مصر بأبناءها الأوفياء.
دمتم سالمين
المحرر